يروى أنه ﺭﺟﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ
ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ
ﻭﺭﺃﻯ ﺣﺎﺭﺳًﺎ ﻋﺠﻮﺯًﺍ ﻭﺍﻗﻔًﺎ ﺑﻤﻼﺑﺲ ﺭﻗﻴﻘﺔ.
ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﺄﻟﻪ: ﺃﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ؟
ﻓﺮﺩّ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ:
ﻧﻌﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻻ ﺃﻣﺘﻠﻚ
ﻟﺒﺎﺳﺎ ﺩﺍﻓﺌﺎ
ﻓﻼ ﻣﻨﺎﺹ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ: ﺳﺄﺩﺧﻞ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻵﻥ
ﻭﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺧﺪﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻚ
ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺩﺍﻓﺊ.
ﻓﺮﺡ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺑﻮﻋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺼﺮﻩ
ﺣﺘﻰ ﻧﺴﻲ ﻭﻋﺪﻩ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﻗﺪ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻭﺭﻗﺔ
ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺨﻂ ﻣﺮﺗﺠﻒ:
" ﺃﻳّﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ..
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺤﻤّﻞ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺻﺎﻣﺪًﺍ
ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻋﺪﻙ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ
ﺳﻠﺐ ﻣﻨّﻲ ﻗﻮّﺗﻲ ﻭﻗﺘﻠﻨﻲ "
المغزى من القصة:
ﻭﻋﻮﺩﻙ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﻨﻲ ﻟﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﺎ ﺗﺘﺼﻮّﺭ، ﻓﻼ ﺗﺜﺒﻂ ﻫﻤﻤﻬﻢ
ﺑﺎﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ او الغير قادر على تنفيذها.
ﻻ ﺗﺨﻠﻒ ﻭﻋﺪًﺍ ﻷﺣﺪ ﺃﺑﺪﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻚ ﺍﻷﻣﺮ،
ﻓﺄﻧﺖ ﻻﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺗﻬﺪﻡ ﺑﺬﻟﻚ.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
آية المنافق ثلاث،
إذا حدث كذب،
وإذا وعد أخلف،
وإذا أؤتمن خان.
" متفق عليه "