في 18 من نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، وبينما كان فريق بحثي من إدارة موارد الحياة البرية الأميركية يتجول بمروحية أعلى منطقة نائية في ولاية يوتاه الأميركية لاستكمال مهامه في عد قطعان كبش الجبال الصخرية، من أجل المساهمة في دراسة الحياة البرية هناك، إذا بهم يجدون جسما لامعا بالأسفل.
منشور معدني
لفت ذلك الجسم باحثي الفريق، وقرروا الهبوط بالطائرة واستكشافه عن قرب، خاصة وأنه من الممنوع قانونا أن يقوم أحدهم ببناء أي شيء في منطقة طبيعية كتلك، وإذا به هيكل معدني مجوف، مثبت في الأرض بقوة، يشبه المنشور الثلاثي، بارتفاع 3 أمتار، وعرض حوالي 60 سنتيمترا للوجه الواحد.
على مسافة تقترب من 30 كيلومترا من أقرب مدينة، كان من المثير جدا للانتباه أن يوجد جسم بتلك الضخامة في مكان كهذا، بعد أن أعلن أعضاء الفريق عن اكتشافهم، بدرجة من السخرية تتعلق بكونه من كوكب آخر، وقد اجتاحت أخبار العمود المعدني كل العالم.
وصرحت وكالة "رويترز" للأنباء بأنه:
كان من المثير جدا للانتباه أن يوجد جسم بتلك الضخامة في مكان كهذا
من جانب آخر تمكنت صحفية التقصي الهولندية "نوسكا دوسار" من استخدام صور ملتقطة من القمر الصناعي ماكسار Maxar، التابع لشركة أميركية تحمل نفس الاسم، لتحديد أول ظهور لهذا العمود المعدني في يوتاه، وتبين أنه ثبت في مكانه في الفترة بين 7 يوليو/تموز 2016 و21 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
أرضي أم فضائي؟!!
بسبب كل تلك الأخبار المتواترة، أصبح العمود المعدني محط أنظار كل هواة القصص الخيالية، وبالطبع كانت أشهر النظريات تتعلق بأن الكائنات الفضائية وضعته في مكانه لسبب ما، لكن هل يمكن أن يكون الأمر كذلك؟
يمكن بسهولة لأي شخص الحصول على المادة التي صنع منها العمود المعدني، ويرجح أنها من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الألومنيوم، كذلك فإن الطريقة التي صنع بها ممكنة وليست حتى حصرية لجهة بعينها، أضف لذلك أنه مجوف من الداخل، مما يعني أنه خفيف وسهل النقل.
أضف لذلك أن العمود يشبه آخرَ ظهر في فيلم "ملحمة الفضاء" (2001: A Space Odyssey) وتجمعت حوله القردة، وكان أيضا مصدر جدل شديد بين مشاهدي الفيلم حول العالم، حيث حمل معاني لها علاقة بتطور البشرية وروحانيتها. لهذا السبب فإن اسم العمود المعدني الحالي هو "مونوليث" (Monolith) مستوحى من اسم عمود فيلم "ملحمة الفضاء".
لهذه الأسباب، فإنه من غير المرجح أن يكون هذا العمود المعدني فضائيا، ويُعتقد أن صانعه فنان راغب في الحصول على بعض الشهرة، وليس هناك ما هو أكثر إثارة لانتباه الناس في هذا العالم من الغموض.