رسالة إلى أبي الحبيب!!
إن أبناءك لن يتذكروا الطعام غالي الثمن
الذى ملأت به المنزل...
ولن يتذكروا صراعاتك المادية
من أجل أن يبقوا فى أفضل مستوى معيشي
لن يتذكروا ولن يعرفوا الأقساط
المكبل بها من أجلهم..
السهر والوقت و المجهود المبذول كي تسدد مصاريفهم ..
لن يشعروا بالقلق الذى يحاصرك من أجل راحتهم..
الوقت الذى كسرت لهم فيه قواعد ومواعيد النوم..
الحضن الذى احتضنته لابنك حين عاد باكياً
من صعوبه الامتحان..
الضحك الذى ملأت به المنزل يومًا...
و سيتذكرون جداً حين تعاطفت معهم اثناء وجعهم..
وحين تحدثت عنهم فخوراً أمام الجميع..
سيتذكرون حين جلستم تتبادلون الحكايا والنكات..
و سيتذكرون المفاجآت و الحلويات وكل السخافات.
فكثير من بيوتنا تعاني فيه العائلات
من شح عاطفي كبير
فالقيم لديهم تتوقف عند حدود الطعام والكسوة
وتوفير الأشياء المادية
ويجعلون خيرهم ووقتهم لغير أسرهم
ثم يعوض الأولاد نقصهم العاطفي
خارج البيت وهنا تبدأ المشاكل ...
لنعيد الدفء الى بيوتنا
فالبيوت ... لا تبنى إلا بالحب ..
فبما أنك حاربت العالم بأسره لأجل أبناءك
حارب الآن نفسك أيضا لكي تبقى أقرب
إليهم من أي وقت مضى
بمعنى آخر..
أكمل رسالتك..
دمت لي ذخرا أيها الجندي المجهول
فلن يذكرك التاريخ يوما
لكنك ستحيا أبدا في ضمير أبناءك
وفي أعظم وأتفه تصرفاتهم
فأينما وضعت قدميك يوما أصبح
دليلا يستنيرون به من بعدك
المخلص لك دائما
ضمير أبناءك